قرأت في يوم 11 أغسطس 2007 خبرا في جريدة الأهرام الإلكترونية اليكم نصه كاملا
"كريمة.. ضحية جديدة لجريمة الختان!
كريمة رحيم سعود ـ13 سنة ـ من كفر جعفر مركز بسيون غربية, الضحية الجديدة لعملية ختان أجراها طـبيب هو الدكتور محمود حبيب.فور إبلاغها بالواقعة, قامت وزارة الصحة بتقديم بلاغ للنيابة العامة, التي قررت إغلاق عيادة الدكتور المتهم فورا, وبدأت التحقيق معه.لم تكتف الوزارة بإبلاغ النيابة, ولكنها طلبت من نقابة الأطباء سحب ترخيص مزاولة المهنة من الطبيب, باعتباره مخالفا لآداب وسلوك المهنة.مصادر في الوزارة ترجح أن يكون سبب الوفاة هو حقن الطفلة بجرعة بنج زائدة, في غياب طبيب تخدير."
كريمة رحيم سعود ـ13 سنة ـ من كفر جعفر مركز بسيون غربية, الضحية الجديدة لعملية ختان أجراها طـبيب هو الدكتور محمود حبيب.فور إبلاغها بالواقعة, قامت وزارة الصحة بتقديم بلاغ للنيابة العامة, التي قررت إغلاق عيادة الدكتور المتهم فورا, وبدأت التحقيق معه.لم تكتف الوزارة بإبلاغ النيابة, ولكنها طلبت من نقابة الأطباء سحب ترخيص مزاولة المهنة من الطبيب, باعتباره مخالفا لآداب وسلوك المهنة.مصادر في الوزارة ترجح أن يكون سبب الوفاة هو حقن الطفلة بجرعة بنج زائدة, في غياب طبيب تخدير."
عند هنا انتهي الخير ولكنه فتح الباب من جديد أمام تساؤلات عدة:
أولا: هل أصبح ختان الإناث جريمة يعاقب عليها القانون ، فالملاحظ أن الخبر ينعت ما حدث من ختان بالجريمة، بل وصل الأمر إلى درجة ذكر اسم الطبيب المتهم صراحة ودون اختصار اسمه إلى حروف كما هو متبع في الحالات المشابهة؟ والمعلوم لدي أن القانون المصري لا يوجد به جريمة صريحة اسمها "ختان الإناث" ، بل هو يصنفه على أنه شكل من أشكال إحداث العاهة المستديمة، حيث تنص المادة 240 من قانون العقوبات المصري علي أن : " كل من أحدث بغيره جرحا أو ضربا نشأ عنه قطع أو انفصال عضو فقد منفعته ... أو نشأ عنه عاهة مستديمة يستحيل برؤها ، يعاقب بالسجن من ثلاث سنوات إلي خمس سنين ، مع تشديد العقوبة إلي الأشغال الشاقة من ثلاث سنوات إلي عشر سنين إذا كان ذلك عن سبق الإصرار أو ترصد أو تربص ". ا
ثانيا: إذا كان ختان الإناث جريمة يعاقب عليها القانون - ولوبشكل غير مباشر - ، فإنه من غير المفهوم لدي لماذا يتم تقديم الطبيب فحسب إلى العدالة ، لماذا لم يُقدم من ذهب بهذ ه المسكينة إلى الطبيب هو الآخر إلى العدالة ليلقى هو أيضا الجزاء الذي يستحقه بوصفه شريكا في الجريمة؟ الشيء الغريب أن الخبر لم يذكر أي شيء من هذه الأمور ولم يوضح لنا موقف والدي كريمة من "جريمة الختان" هذه؟ انتهى الأمر عند ذلك، عند توجيه التهمة للطبيب ، والعزاء لقتلة الطفلة؟
ثالثا: إذا كان ختان الإناث جريمة ألا يجب تقديم طائفة لا بأس بها من "رجال" الدين إلى العدالة ممن يؤيدون ختان الانثي بأي شكل من أشكاله بوصفهم محرضين على الجريمة؟ ثم أقرأ معي الخبر التالي على الموقع الإلكتروني الخاص بالمجلس الأعلى للأمومة والطفولة:
"أقام الدكتور يوسف القرضاوي دعوى ضد قرار وزير الصحة المصري، الدكتور حاتم الجبلي، الذي يحظر على المستشفيات ومراكز الصحة والأطباء إجراء عمليات الختان للإناث.وطالب الشيخ القرضاوي المحكمة بوقف تنفيذ وإلغاء قرار وزير الصحة وبتشكيل لجنتين لدراسة القرار. "؟؟؟؟؟
http://www.hcmcyemen.org/41.htm لمزيد من التفاصيل
ولمعرفة رأي الشيخ القرضاوي في الختان انظرالرابط واسأل نفسك ما الداعي لإقامة مثل هذه الدعوي؟
رابعا: إذا لم يكن الختان مجرما بالقانون فأي جريمة يتحدث عنها الخبر؟ جريمة موت الطفلة في أثناء اجراء "التشوية الجنسي للإناث"، كما يطلق على ختان الإناث في أدبيات منظمة الصحة العالمية، فهي إذن مجرد جريمة إهمال طبي لا تمت لتجريم الختان بصلة، وسؤالي، لو كانت العملية مرت بلا مضاعفات ، هل كان سيتم وقتها تقديم الطبيب أو أهل الطفلة إلى العدالة؟
خامسا: تداعى إلى ذهني بعد قراءة الخبر الآية القرآنية: " وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت" ، وسألت نفسي إذا كان الوأد في الجاهلية يتم للتخلص من عار قد يلحق بالأنثى في المستقبل، ألا يتم الختان في أيامنا هذه لنفس السبب؟
سادسا: إلى متى يستمر ختان العقل عند كل أب أو أم أو كلاهما عند مجرد التفكير في ختان الجسد والروح لدى ابنتهما؟
هناك 8 تعليقات:
أولا مبروك ع المدونة...
وباحييك ع الموضوع بشكل عام وطريقة عرضك له في نقاط محددة.
أنا أصراحة مش عارفة، أحيانا أظن إننا حنفضل دايما في صراع ما بين العادات وما بين العلم .
لو كنت هنا في مصر بتابع الأخبار ع الموضوع ده، حتحس وكأن فيه أصرار غريب من بعض الناس على الاستمرار على ما ألفوه بالرغم من تجريمه من وزراة الصحة الآن، وبالرغم من تأكيد الأطباء إن الختان له أضراار كثيرة جدا.
عامة أنا باتفق معاك إن فيه حاجة أسمها "ختان العقل" ، شريحة كبيرة من الرجال والنساء تعاني من ختان العقل ، و الأمثلة كثيرة، لعل أوضحها إنك في آراءك يجب أن تمشي مع القطيع، وتعمل الحاجة وخلاص من غير ما تعرف تعمل الشيء ليه واللا ما تعملوش ليه برضوا.
عزيزتي شيمو،
الله يبارك فيكي، وانتم السابقون، والفضل يعود إليكي في تعريفي بهذه الوسيلة "المدونة" ، والتي يمكن أن تحدث تأثيرا مع عدد كبير من الناس، وأنا أتذكر هنا طلبتي في الكلية، وربما قد أعد مدونة لطلبتي في كلية الألسن تخص دراستهم فكريا ولغويا. ما تعملي كده عندك يا ايمو؟
معاك حق، ختان العقل عندنا منتشر على كافة الأصعدة، وعلى فكرة حكاية القطيع وانك تعمل الحاجة بدون ما تفكر فيها، هي نفس منطق الكفر الذي واجهه سيدنا ابراهيم وكافة الأنبياء:( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون، قالوا وجدنا آباءنا لها عابدون)، ولاحظي أن الكفر والفكر متضادان، ليس فقط من الناحية اللغوية والتركيبية ، بل أيضا من ناحية المنطق الذي تتعامل به كل كلمة مع العالم الداخلي والخارجي، فالأولى أي الكفر تستند إلى إلغاء الفكر وإعتناق الموروث بدون مراجعة كما توضح الآية، والفكر عكس ذلك تماما، ولذلك يمثل الأنبياء في جوهرهم مناضلين من أجل حرية الفكر، وهذا ما يفسر ما تعرض له كل الأنبياء من حرب شرسة من قبل مجموع "خُتن" عقله، في مواجهة مصلح ومفكر، يدعو إلى العكس ، إلى عدم ختان العقل، أنها الحرب الأزلية بين مختوني العقل ومُعملي العقل، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
تحياتي وقبلاتي،
أخوكي ضياء
موضوع هايل يا دكتور
شرم،
أهلا بك في المدونة واعتبر نفسك في بيتك، وشكرا على مداخلتك الموجزَة المُنجزَة.
موضوع جرئ يا دكتور
ورأيك كذلك
فى مجتمع ما زال الناس ينظرون فية الى الان
الى الانثى كانها عورة
واذا كانوا قد استعملوا عقلهم فى موضوع هذا
لكانوا علموا
ان النبى لم يختن بناتة بدلا من نسب الاحاديث البلهاء الية
فايهما اقوى القول ام الفعل؟
الف شكر ليك يا دكتور ضياء على تشريفك مدونتى المتواضعة
واعدك ان اهتم بالنقطة التى ذكرتها فى التحول من الفصحى للعامية
ارجو ان تقرا البوستات من بوست عندما تسترجع الذكريات
حتى نهاية البوستات الذى هو عندما تموت وحواسك الخمس تنبض بالحياة وتنبهنى اذا كان يوجد بها نفس الخطأ فى التحول من الفصحى للعامية
والف شكر مقدما على الاهتمام
العزيزة شرين،
أولا، شكرا لتعليقك الكريم وزيارتك لمدونتي التي أرجو أن تتكرر كثيرا. بالنسبة لموضوع الختان انت معاك حق، خصوصا إن كل صغيرة وكبيرة دونها رجال السير عن حياة الرسول، بل فيها تفاصيل أحيانا تكون خاصة جدا، وسكتوا عن موضوع ختان بنات النبي، سؤال مهم. لكن خليني ازيدك من الشعر بيتا كما يقول العرب، تعليقا على جملتك أيهما اقوى الأفعال أم الأقوال، بالنسبة لي، الاتنين في درجة متساوية لأن الواحد دليل على الآخر، ودليل صحة الفعل استقامة القول، ودليل صحة القول استقامة الفعل، وعليه فإن حتى ما ورد من الرسول الكريم عن الختان موضوع في اختلاف بين العلماء في تفسيره. فلا فعل أو قول الرسول فيه ما يفهم بوجوب ختان الإناث أو حتى استحببابه. دي القضية ببساطة، بس موضوع الختان لا يخرج عن المنظومة العامة لدينا في الشرق في قهر المرأة، وما أسهله من قهر حينما يتم بسيف الدين!!!!0 والدين من هذا القهر براء ، براء، براء.
ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.
ثانيا: حاضر، أنا حابص على ما كتبيته وأكتب ليك تعليقي ورأيي، ولكني في هذه الأمور أحب أن تكون بعض التعليقات بين أربعة عيون كما يقول الألمان، لأنها قد تكون أمور لا تخص أحدا سواك، ولذلك انتظري مني تعليقا أما عندك أو على الميل الخاص بتاعك وده الميل بتاعي
diaael_naggar@hotmail.com.
تحياتي
ضياء
الف شكر مرة كمان يا دكتور على الاهتمامبقراءة ما اكتب
ولقد قمت بالفعل باصلاح الكلمات من العامية الى الفصحى بناء على توجيهك
والان اقسمت انى كاملة بالفصحى
الف شكر على اهتمامك
إرسال تعليق